الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {إنه ظن أن لن يحور} قال: ألم تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك، أي اذهب؟.وأخرج ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال: قلت لمجاهد: الشفق قال: إن الشفق من الشمس.وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عمر قال: الشفق الحمرة.وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والليل ما وسق} قال: وما دخل فيه.وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} قال: وما جمع.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة {والليل وما وسق} يقول: ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه.وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {وما وسق} قال: ما عمل فيه.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: إذا استوى.وأخرج الطستي في مسائله والطبراني وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: اتساقه اجتماعه.قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول ابن صرمة: وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: إذا استدار.وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله.وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {والليل وما وسق} قال: وما جمع أما سمعت قوله: وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: ليلة ثلاث عشرة.وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن الخطاب في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: حالاً بعد حال.وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: أمراً بعد أمر.وأخرج البخاري عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} حالاً بعد حال.قال: هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.وأخرج أبي عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ {لتركبن طبقا عن طبق} يعني بفتح الباء قال: هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم حالاً بعد حال.وأخرج أبو عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ {لتركبن طبقا عن طبق} يعني بفتح الباء قال: يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم حالاً بعد حال.وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} قال: يا محمد السماء طبقا بعد طبق.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم في الكنى وابن منده في غرائب شعبة وابن مردويه والطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ {لتركبن طبقا عن طبق} قال: {لتركبن} بالنصب يا محمد سماء بعد سماء.وأخرج البزار عن ابن مسعود {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالاً بعد حال.وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالاً بعد حال.وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: يعني السماء تنفطر ثم تنشق ثم تحمر.وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود في الآية قال: السماء تكون ألواناً كالمهل، وتكون وردة كالدهان، وتكون واهية، وتشقق فتكون حالاً بعد حال.وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مكحول في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: في كل عشرين عاماً تحدثون أمراً لم تكونوا عليه.وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير {لتركبن طبقا عن طبق} قال: قوم كانوا في الدنيا خسيساً أمرهم فارتفعوا في الآخرة، وقوم كانوا في الدنيا أشرافاً فاتضعوا في الآخرة.وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: حالاً بعد حال، بينما صاحب الدنيا في رخاء إذ صار في بلاء، وبينما هو في بلاء إذ صار في رخاء.وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مكحول في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: تكونون في كل عشرين سنة على حال لم تكونوا على مثلها.وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {لتركبن} بالتاء ورفع الباء على الجماع.وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {والله أعلم بما يوعون} قال: يسرون.وأخرج عبد الرزاق عن قتادة {بما يوعون} قال: يكتمون، وفي قوله: {لهم أجر غير ممنون} قال: غير محسوب.وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {لهم أجر غير ممنون} قال: غير منقوص. وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير:
{وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}.بُسِطَت بانكدار آكامها وجبالِها حتى صارت ملساء، وألقت ما فيها من الموتى والكنوز وتخلَّت عنها... وقابلت أمر ربها بالسمع والطاعة.وجواب هذه الأشياء في قوله: {فَمُلاَقِيهِ} أي يَلْقَى الإنسانُ ما يستحقه على أعماله.قوله جلّ ذكره: {يا أيها الإِنسَانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ}.{يا أيها الإِنسَانُ}: يأيها المُكلَّفُ... إنَّك ساعٍ بما لَكَ سَعْياً ستلقى جزاءَه؛ بالخير خيراً وبالشَّرِّ شَرّاً.{فَأَمَّا مَنْ أُتِىَ كتابهُ بِيَمِينِهِ}.وهو المؤمن المحسن.{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}.أي حساباً لا مَشقَّة فيه. ويقال: {حِسَاباً يَسِيراً} أي يُسْمِعُه كلامَه- سبحانه- بلا واسطة، فيخفف سماعُ خطابِه ما في الحساب من عناءٍ.ويقال: {حِسَاباً يَسِيراً}: لا يذكره ذنوبَه. ويقال: ألم أفعل كذا؟ وألم أفعل كذا؟ يعُدُّ عليه إحسانَه... ولا يقول: ألم تفعل كذا؟ لا يذكره عصيانَه.{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}.أي بالنجاة والدرجات، وما وَجَدَ من المناجاة، وقبول الطاعات، وغفران الزَّلاّت.ويقال: بأن يُشفِّعَه فيمن يتعلَّق به قلبُه. ويقال: بألا يفضحه.ويقال: بأن يَلْقى ربَّه ويُكَلِّمَه قبل أَنْ يُدْخِلَه الجنة فيَلْقى حَظِيَّتَه من الحورِ العين.قوله جلّ ذكره {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ}.وهو الكافر.{فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً}.أي وَيْلاً.{وَيَصْلَى سَعِيراً}.جهنم.{إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً}.من البَطَرِ والمدح.{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}.أنه لن يرجعَ إلينا، ولن يُبْعَثَ.قوله جلّ ذكره: {فَلآَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}.بالحُمْرَةِ التي تعقب غروبَ الشمس.{وَالَّيْلِ وَمَا وسق}.وما جَمَعَ وضمَّ.{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}.تَمَّ واستوى واجتمع.ويقال: الشَّفَقُ حين غربت شمسُ وصالهم، وأُذيقوا الفراقَ في بعض أحوالهم، وذلك زمانُ قبضٍ بعد بَسْطٍ، وأوانُ فَرْقٍ عُقَيْبَ جَمْعٍ.{وَالَّيْلِ وَمَا وسق}: ليالي غيبتهم وهم بوصف الاستياقِ؛ أو ليالي وصالهم وهم في روح التلاقي، أو ليالي طَلَبِهم وهم بنعتِ القَلَبِ والاحتراقِ.{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}: إذا ظَهَرَ سلطانُ العرفان على القلوب فلا بَخْسَ ولا نُقْصان.قوله جلّ ذكره: {لتركبن طبقا عَن طبق}.أي حالاً بعد حال.وقيل: من أطباق السماء. ويقال: شِدَّةً بعد شدَّة.ويقال: تاراتُ الإنسانِ طفلاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً.ويقال: طالباً ثم واصلاً ثم مُتَّصِلاً.ويقال: حالاً بعد حالٍ، من الفقر والغِنَى، والصحة والسَقّم.ويقال: حالاً بعد حالٍ في الآخرة.قوله جلّ ذكره: {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.أي فما الكُّفَّارِ أُمَّتِكَ لا يُصَدِّقون... وقد ظهرت البراهين؟{وَإِذَا قرئ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ}.{يُوعُونَ} أي تنطوي عليه قلوبُهم- من أَوْعَيْتُ المتاعَ في الظَّرْفِ أي جعلته فيه.{فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لُهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونِ}.{إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعِمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} فإنهم ليسوا منهم، ولهم أجرٌ غيرُ مقطوع. اهـ.
|